قد يقول قائل: “لماذا تكتب هذه المنشورات؟ فالناس اليوم لا تقرأ ولا تتعظ، وهي غارقة في الفتن وناسية لأمر دينها، ولا يهمها شيء من أمر الآخرة والحساب والأخلاق والقيم”. وهنا نقول له: إننا نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر بأمر من الله ورسوله، امتثالاً لقوله تعالى: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (سورة آل عمران، الآية 104)
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان” (رواه مسلم).
نحن نعذر إلى ربنا حين ندعو الناس إلى دينه ونتذكر قوله تعالى: {قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} (سورة الأعراف، الآية 164). فإن استجابوا، فذلك خير لنا ولهم، وإن لم يستجيبوا فقد أدينا ما علينا، ونرجو من الله الأجر والثواب.
الهدف ليس مجرد إقناع الناس في اللحظة، بل هو أداء الواجب الديني ونشر الخير، ولعل كلمة طيبة تُكتب اليوم تصل إلى قلب غافلٍ غدًا فتوقظه من غفلته. نسأل الله أن يجعلنا ممن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وأن يعيننا على الصبر والثبات في هذا الطريق، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
