عام

حفظ اللسان وأدب الكلام

رأيت منشوراً على إحدى منصات التواصل الاجتماعي، ومررت سريعاً على بعض التعليقات، فتساءلت: لماذا يخوض الناس في أعراض الآخرين؟ لماذا يتبادلون الشتائم ويتهمون بعضهم البعض بسوء الظن؟ أليس الأولى بنا أن نحفظ ألسنتنا وأيدينا عما لا يرضي الله؟


إن الله قد أمرنا بحفظ اللسان، وحذرنا من عواقب الكلام الفارغ الذي لا طائل منه. يقول الله تعالى: {مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} (سورة ق، الآية 18)، كل كلمة تكتبها أو تقولها مسجلة عليك، وستحاسب عليها يوم القيامة. فما الفائدة إذا خضت في عرض فلان أو شتمت فلان من خلف الشاشات؟ والله لا فائدة في ذلك سوى أنها ستكون وبالًا عليك يوم القيامة.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت” (رواه البخاري ومسلم). احفظ لسانك، وامسك نفسك عن الكتابة فيما لا ينفع ولا يفيد، فإن كل كلمة تقولها ستُحاسب عليها، إما لك أو عليك.

فما أيسر أن نملأ صحائف أعمالنا بالخير، وما أصعب أن نثقلها بما يضر ولا ينفع. فاحرص على أن يكون حديثك طيبًا، وابتعد عن الفتن والكلام الفارغ، فإن الدنيا زائلة والآخرة باقية، {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ، وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} (سورة الزلزلة، الآيتان 7-8).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى