” التنجيم والخزعبلات وأمتنا المُتشوقة للنصر “
نقول في كثير الأحيان أنَّنا مُنتظرين للفرج الذي يأتي به الله، ولكن في المقابل، حين أرى كثيراً من الناس وعقولهم أقول لِمن سيأتي الفرج، لمن لا يُقدِّره؟
ولكي تَفهم ما أقصده، خرجت الآن صَيحة أنَّ المُنجمة الفُلانية (لن أذكر إسمها) تنبأت بحادثة حصلت، ودارت الصفحات تكتب أنَّ ما تتنبأ به يحصل، وها هي تعلمُ الغيب !!
لا حَول ولا قُوَّة إلَّا بالله. لِمُجرد أنَّ الشخص قد يُؤمن ولو للحظة في عقله أنَّ إنساناً أو أيَّ مخلوقاً خلقه الله يعلم الغيب، فإنَّه بحاجة لمراجعة إيمانك ودينك وعقائدك!
يقول الله تعالى : ﴿ ۞ وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ﴾
(59 – سورة الأنعام).
الآية تُفسِّر نفسها: ” وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ “.
وأقول لِمن يركضون خلف هذه الخزعبلات الفارغة، إتقوا الله، وتعلَّموا دينكم، ولا تُلقوا بأنفسكم إلى التهلكة. فإذا كانت الآية تقول أنَّه لا يعلم الغيب إلَّا الله، وأنتم تقولون أنَّها تنبأت بحدث سيكون في المُستقبل، إذاً فإنَّكم قد أشركتم مع الله شخصاً يعلم الغيب! نَستغفر الله عن مِثل هذا!
واحذروا أن تقعوا في هذه الهاويات، التي تَهوي بِمن يُؤمن بها في نارِ جَهنَّم!
يقول الله جلَّ جلاله : ﴿ قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ﴾
( 65 – سورة النمل).
أُحذِّر مرَّة أخرى الآن لكُل مُسلم يَمُر في ذهنه للحظة واحدة أنَّ هنالك شخص واحد يستطيع أن يعرف الغيب وأن يتنبأ بأمور لم تَحدث. الحذر، فإنَّها مُصيبة كبيرة قد تَقع بها، واعلم علم اليقين أنَّه لا يعلم الغيب إلَّا الله العزيز العَليم.
كُل هذه الخُزعبلات التي تنطق بها (فُلانة) وغيرها، ما هي إلَّا ضرب من الخيال، فإن أصابوا فسيقولون قد أصبنا وإن أخطئوا فالناس لا تنتبه لكُل ما يُخطئون بِه، فالناس مشغولة ومُغيَّبة في ألفِ أمر وحاجة.
الآن إن قُلت لكم أنَّ هنالك زلزال سَيحدث! وما الجديد في هذا؟ مُنذ أن خَلق الله الأرض والزلازل تَحدث! لن أكون مُنجمَّا أو ساحراً بتحاذقي هذا.
لا تجعلونهم يخدعونكم بهذه السخافات التي لا تُناسب منطقاً ولا عقلاً.
وأخيراً، إن أصبت فمن الله، وإن أخطئت فمن نَفسي والشيطان، وأستغفر الله لِذنبي وَخطئي.