عام
نصرة المظلومين: واجب إسلامي وطوق نجاة لنا
ليس نداء المظلومين استغاثةً فحسب، بل هو طوق نجاة لنا قبل أن يكون لهم. نصرتنا للمستضعفين والمظلومين ليست مجرد عون نقدمه، بل هي واجبٌ علينا، ووسيلة للنجاة من عقوبة التقاعس. فالله عز وجل هو الذي منحنا الأمن والرزق والعافية، وهو ذاته الذي ابتلى آخرين بحرب وظلم شديد.
قال الله تعالى: {وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ}
(سورة محمد، الآية 38).
فتأمل، إن الله قادر على أن يقلب أحوال العباد، فيبدل خوف المظلومين أمانًا، ويبدل أمان المتخاذلين خوفًا. وعليه، فإن نصرتك لإخوانك المظلومين هي خير لك في الدنيا والآخرة، وإلَّا فاستعد ليوم تُسأل فيه: لماذا لم تنصر المظلوم؟ ولماذا آثرت الراحة على نصرة الحق؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَن نَفَّسَ عن مؤمنٍ كُربةً من كُرَبِ الدنيا، نَفَّسَ اللهُ عنه كُربةً من كُرَبِ يومِ القيامةِ” (رواه مسلم). وقد حثنا الإسلام على أن نكون عونًا للمظلوم، وأن نقف في وجه الظلم مهما كان صعبًا.
وقال تعالى: {وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا} (سورة النساء، الآية 75).
فكِّر مليًا، واعلم أن الدنيا دولٌ؛ يومٌ لك ويومٌ عليك. كن يقظًا، ولا تغفل عن واجبك، فغدًا قد تكون أنت المستغيث، وتذكر قوله صلى الله عليه وسلم: “المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه” (رواه البخاري).