احذروا من القدوات الزائفة والتافهة
في عالم التواصل الاجتماعي اليوم، قد تصادف شخصيات لم تقدم شيئًا نافعًا للمجتمع سوى نشر التفاهة والسخافة بين الناس. والأشد خطورة من ذلك هو تأثير هذه الشخصيات على شريحة واسعة من الناس، وخاصة على الفئة الناشئة من الشباب والمراهقين الذين لم يبلغوا بعد سن الرشد. هؤلاء الشباب، إذا أصبحت قدوتهم شخصيات سخيفة لا تملك من العلم أو الإنجاز شيئًا، فإننا أمام كارثة حقيقية. كيف تكون الحياة جادة ونافعة إذا كانت القدوات تافهة، وهمُّها الوحيد هو تصوير حياتها اليومية الفارغة، والخروج في البث المباشر على منصات مثل “تيك توك” للاستخفاف بعقول الناس؟
إن نسف القدوة الحقيقية واستبدالها بأمثال هؤلاء الذين لا يقدمون إلا الفراغ، لا يبشر بالخير. لقد حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من مثل هذه الفئة حين قال: “سيأتي على الناس سنوات خداعات يُصدّق فيها الكاذب ويُكذّب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن ويُخوّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة” قيل: وما الرويبضة؟ قال: “الرجل التافه يتكلم في أمر العامة” (رواه أحمد).
واجبنا اليوم أن نبتعد عن هؤلاء، أن لا نمنحهم المنصات أو المتابعة، فهم لا يقدمون شيئًا نافعًا، ولا يسهمون في بناء المجتمع أو تطوير الأفراد. قال الله تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْـُٔولًا} (سورة الإسراء، الآية 36). إن ترك متابعتهم وإهمالهم هو السبيل الصحيح لحماية أنفسنا وأجيالنا من التأثر بهم. فلا شيء لنخسره إذا لم نتابعهم، بل العكس، نربح الحفاظ على عقولنا وأخلاقنا وقيمنا.
فلنكن على وعي، ولنختار من نتابع بعناية، ولنعلم أن القدوة الحقيقية هي التي تعلمنا الخير وترشدنا إلى الصواب، وليس من يملأ حياتنا بالفراغ.