الكورونا والمعصية
منذ زمنٍ ليس ببعيد أتى على البشرية قاطبة، وباء الكورونا، وكان ما كان من إجراءات العزل، ومنع السفر، ومنع الاختلاط، والكثير من التقييدات والتشديدات.
كان هذا نذيرٌ واضح للعالم والبشرية، بأنَّهم أوهن من بيت العنكبوت، وأن فيروس لا يُرى بالعين المُجرَّدة، قد يودي بالبشرية جمعاء.
ولكن، كما قال الله بكتابه العزيز، فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ( 46 – سورة الحج). وقال : “وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ” (73 – سورة البقرة).
هذه آيات تحتاج إلى تدبُّر، وتحتاج إلى قلب مُبصر حتى يتيقن ويعلم، أن الإنسان مهما بلغ من القوةِ والعظمة، فإن فيروس لا يُرى بالعين قادر على قتله وفي أيام، وما ذلك عليكم ببعيد.
أما الآن، ونرى أنَّه قد انتهت هذه الإجراءات بمعظم الدول، ولكنها بدأت بالعودة في دول أخرى.
ما بعد الفترة الصعبة والعصيبة التي كانت، رجع الإنسان لطغيانهِ، وشروره، ولم يوقفه شيء، لم يتيقنوا ويتعلموا الدرس.
قال الله تعالى : “وَتِلْكَ الْقُرَىٰ أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِدًا” (59- الكهف).
ولذلك وجب علينا أن نتعظ ونتعلَّم وأن لا تكون قلوبنا كالحجارة. وأيضاً أن ننذر من نعلم حتى نستطيع أن نذكِّر من قد غفل قلبه، فيعي الحق، ويكون من الناجِّين.
أما من قد ختم على قلبه، فذلك حسبه يوم القيامة، فيُنبأ بما كان غافلاً عنه. ولكنَّ المصيبة أنَّه لا عودة له. ولا رجوع، يوم لا ينفع الندم، يوم الحسرة.
فاعملوا وعلموا الخيرات قبل بلوغ هذا اليوم.
قال الله تعالى : “قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ۖ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ” (8 – الجمعة).
والحمد لله ربِ العالمين وحَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم وزادكم حسنات
ردد هذا الدعاء:اللهم ردنا لك رداً جميلا ولا تجعلنا من القاسية قلوبهم
نفع الله بكم وأعانكم على فعل ونشر الخيرات