لو قال لك أحد التُجَّار الصادقين، في كُل درهمٍ سوف تستثمره معي سوف أعيدهُ لك عشرة أضعاف.
ولا خسارة عندي، ودائماً ستربح 10 أضعاف في كل الأوقات، وربما أكثر.
فماذا كنت ستفعل؟
بكل تأكيد ستستثمر معه كل أموالك، والحاصل منها تعيد استثماره، ولن تتوقف أبداً.
فأي عاقل يُفوِّت على نفسه هذه التجارة العظيمة! 10 أضعاف ولا خسارة ودائماً ستربح!
أعظم تجارة في تاريخ الكون. هنالك تُجار يربحون 10% فقط من سعر منتوجهم وهم الآن أثرياء جدًّا، فكيف بِمن سيربح 10 أضعاف ما إستثمره.
يقول الله تعالى : ” مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ۖ وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَىٰ إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ” (الأنعام – الآية 160).
لا بُد أنَّك قد فهمتَ ما أقصدهُ، ولله المثلُ الأعلى.
اجعل تِجارتك مع الله، عشرات الأضعاف تعود إليك، وأرباح كثيرة، وبركات عظيمة، وجوائز جمَّة. وتترك تجارتك معك؟
وما هي التجارة مع الله؟
أوتحسبها إنزال البضائع من الميناء، وتوظيف عاملون، وضرائب، وإستئجار مخازن؟
لا واللهِ. إنَّ التجارة مع الله قد تكون تمرة تضعها في فيه طفلٍ جائع، أو دينار تضعه في يد امرأةٍ عجوز، أو معونة لإمرأة فقدت زوجها، أو أن تُطعِم قطَّة، أو تضع كوباً من الماء على شرفتِك فتشربُ منه الطيور!
يقول الله الكريم العظيم : ” إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ ۖ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا ” (النساء – الآية 40).
وقِس على ذلك، أي شيء يخرج من نفسٍ طيّبة، لا تبغي سوى وجه اللهِ ومرضاته، فإنَّ الله يُجزل في العطاءِ بغير حِساب.
ولا تحتاج لأن تكون التجارة مالاً، إبتسامتك في وجه أخيك، تُقبَّل منك ويُضاعف أجرها أيضاً.
فمتى ستبدأ تجارتك!