رِسالة إلى قَلبك
لَطالما نَشعر بأمور لا يَعلمها أحد حتى الأقربون منّا، تبقى في داخِلك لا تُطلع عليها أحد، خاصةً لَرُبما الحَزينة منها. فَتُقابِل الناس بِوجهٍ حسنٍ بشوش، وبِداخِلك نارٌ تَشتعل، أو حُزنٌ عَميق، أو كسرٌ في النَفسِ.
فتتفكَر في هذا وَتقول وما أدراهُم ما أشعر بِه وأنا الذي أبتَسِم لهم وأضحك، وأحادثهم وأناقش، وأروحُ وأجيء.
فتَقرأ هذه الآية التي تقول: ” وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا “.
الله العَليم والسَميع والبصير والرَقيب يَعلم الورقة التي تسقط من شَجرَّة في منتصف الغابات، لا تَهُم أحد، ولا يسأل عنها أحد، ولا ترى أن عالمًا قال لك لقد سقط كذا وكذا أوراق!
ومع ذلك الله يَعلمها. ويُسجِّلها في كتابٍ مُبين لا يَضِل ولا يَنسى.
فهل تُراهُ ينسى ألمك وأنينك؟ فهل تُراه يخفى عليه وَجعَك وحُزنك؟ فهل تُراه يتغاضى عن شعورك الذي امتلأ في قَلبك؟ فهل تُراه يُشيحُ بوجهه الكَريم عَنك؟
لا واللهِ لا يَخذُلَك، وأنت الذي تَدعوه مُستنجِدًا، وأنت الذي تلجأ إليهِ خائِفاً، وأنت الذي تطلبُهُ راجِياً.
اطمئن، أجرُك مَحفوظ، ولِكُل أجلٍ كِتاب.
فقط ثِق بالله، وانتظر ولا تيأس من رَوحِ الله.