نحن كمسلمين نعيش في زمان تكثر فيه الفتن، وينتشر فيه الحرام وتتكالب علينا الأمم، ومن واجبنا أن نحصن أنفسنا ونحافظ على ديننا في مواجهة هذا التيار الجارف من المغريات والمفاسد. فماذا علينا أن نفعل؟
- التمسك بالقرآن والسنة: أول وأهم سبل الحماية هو التمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. يقول الله تعالى: {فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ} (سورة طه، الآية 123). فالقرآن هو الدستور الذي يهدي للتي هي أقوم، وسنة النبي صلى الله عليه وسلم هي المنارة التي تنير لنا طريق الحياة.
- الاستقامة على طاعة الله: يقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} (سورة الأحقاف، الآية 13). فالثبات على طاعة الله عز وجل، والحرص على أداء الفرائض والابتعاد عن المحرمات، هو الدرع الواقي في زمن الفتن.
- ملازمة الصحبة الصالحة: الصحبة تؤثر على الإنسان بشكل كبير، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل” (رواه الترمذي). احرص على مصاحبة أهل الخير والصلاح الذين يعينونك على الطاعة ويحذرونك من المعاصي.
- الدعاء واللجوء إلى الله: الدعاء سلاح المؤمن في كل وقت، وبخاصة في أوقات الفتن. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الدعاء هو العبادة” (رواه الترمذي). فلا تغفل عن الدعاء بأن يحفظك الله من الفتن ويثبتك على دينه، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: “يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك” (رواه الترمذي).
- التوبة والاستغفار المستمر: في زمن الفتن، قد يقع الإنسان في الذنب، ولكن علينا أن نعود إلى الله فورًا بالتوبة والاستغفار. قال الله تعالى: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (سورة النور، الآية 31).
- التحصن بالذكر: ذكر الله يحفظ الإنسان من الوقوع في الذنوب ويحميه من الشيطان. يقول الله تعالى: {وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَـٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَـٰنًۭا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ} (سورة الزخرف، الآية 36). لذا علينا أن نكثر من الأذكار اليومية والأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
- الابتعاد عن مواطن الفتن: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي، ومن تشرف لها تستشرفه” (رواه مسلم). يجب علينا أن نبتعد عن الأماكن التي تزيد من فرص الوقوع في الفتن، سواء كانت أماكن فعلية أو افتراضية.
- الحث عن العلم الشرعي: المعرفة هي مفتاح التمييز بين الحق والباطل. تعلم العلم الشرعي يتيح لنا فهم ديننا بشكل صحيح ويساعدنا في التمييز بين الحلال والحرام، ويجعلنا نتمسك بأحكام الله دون انحراف.
- الصبر واليقين: يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (سورة آل عمران، الآية 200). علينا أن نتحلى بالصبر على الطاعات والابتعاد عن المحرمات، وأن نوقن أن ما عند الله خيرٌ وأبقى.
في الختام، نحن نعيش في زمن مليء بالفتن، ولكن الله سبحانه وتعالى لا يترك عباده دون هداية. علينا أن نلتزم بديننا ونتمسك به، ونحفظ أنفسنا بالإيمان والطاعة والدعاء، والله هو الحافظ والهادي إلى سواء السبيل.
