التوبةتشجيعات على العبادةنفحات تشجيعية على العبادة

الإنابة إلى الله


تمر بالإنسان فَترات يَكون فيها للمللِ مِنه نَصيب، فَتفتر نَفسه، وَيكسل بدنه، وَتملُّ روحه، ولكن الفَطِن الواعي المُدرك لِمجرياتِ الأمور، لا يَدع هذا الفتور يُصيب منه وقتاً طويلاً، وإن كان سببه خارجاً عن إرادته، أو غير عالمٍ له بالإساس.

ولذلك نبدأ بِمشروع الإنابة إلى الله، وقد أطلقت عليه كلمة مشروع لأنه يحتوي على فكرة، ورؤية، ونظرة، وتخطيط، وعَزيمة، وخطة عمل، وَعمل، وفحص دَوري، والحصول على نتائج المشروع، فمنها ما هو حاضر الآن من الثَمرات، كراحة البالِ والطمأنينة، والعَطاء، والحياة الطيِّبة، ومنها ما هُو مُؤجل كأن يُأمنك الله من فَزع يوم القيامة ويتوب عليك ويُدخلك الجَنَّة.

يَختلف الحال من أحدٍ إلى آخر بِدرجة الفتور في العبادة، ولذلك نُريد أن نُخصص كلامًا عامًا يَنفع للجميع، ويأخُذ مِنه كُلنا على قَدرِ استطاعته، وَمجهودِه وهمته، المُهم أن تُغيِّر حالك إلى أفضل حالٍ في علاقتك مع الله.

أولاً، نَبدأ بالنِيَّة والعزيمة والإدراك.

أدرِك أنَّك مُقصِّر في حَق نَفسِك في عبادة الله الواحِد الأحد، وأنَّ عَليك أن تزيد وَتزداد، وأن تثقَ بالله، وأن تُعطي من نَفسك أكثر لِما هُو آت، وهو الحقُ اليقين، ألا وَهو المَوت. قال الله تعالى في سورة الزمر : ” إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ (30) “. فإنَّ كُل واحد منَّا سَيذوق المَوت، ولا رَادَ لأمرِ الله، وَقد يكون هذا قريباً أو بعيداً، لكن من المُؤكد أنَّا سنموت في يومٍ ما.

ولذلك نَبدأ بالنيَّة : أنا أنوي أن أتقرب من الله تعالى، عازمٌ على أقوم بِفرائضه على أتم وَجه، وأن أتوب عن كُل مَعصية، وأن أنتهي عن كُل فُحش، وأن أكون مُخلصاً لله، وأن ألتزم الصراط المُستقيم ما حييت، وأن أنبذ سُبل الشيطان.

أنوي أن أدخُل الجَنَّة، وأن أهرب من النار. وبذلك يَجب عليَّ أن أعبد الله لا أُشرِكَ به شيئاً، وأقوم بِكل ما يأمُرني بِه الله من خلال القرآن وما جاء بِسنُة نبيِّه ﷺ.

أنوي أن أُطيع خالقي في كُلِ ما أمرني، وأن لا أعصيهُ فأنالَ غضبه، بل أستعيذُ به من شرِّ نَفسي ومن شَرِّ الشيطان.

أنوي أن أكون نَشيطاً في العبادات المُختلفة، وأن أكون مُلتزماً كَمن سبقونا بالإيمان، وأن أقوم بِواجباتي وَفرائضي الدينية كالصلاة وأركان الإسلام الخَمس على أكمل وَجه، وأن لا أُقصِّر فيهم شيئا.

بهذا انتهت المَرحلة الأولى ألا وِهي النيَّة الصادقة والعزم على التوبة.

نُكمل في المرحلة القادمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى