أمة إسلامية واحدةعام

الإحتِفال بِرَأسِ السَنة المِيلادية


نحن كمسلمين، نفخر بدين الإسلام الذي منَّ الله علينا به، لدينا به التقويم الهِجري، الذي بدأهُ الفاروق عمر بن الخطَّاب.

اليوم وبعد أن تشتت أمر المسلمين، كثيراً ما يتسابقون لكي يقلِّدوا الغرب في شؤونهم، ومنها: الاحتفال بالسنة الميلادية الجديدة.

هذا الاحتفال هو أمر مُبتذل حديث العهد، لم يألفه المسلمون من قبل. وها الآن منهم يقلدون تقليدًا أعمى.

قال صلَّى الله عليهِ وسلَّم : ” لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَن قَبْلَكُمْ شِبْرًا بشِبْرٍ، وَذِرَاعًا بذِرَاعٍ، حتَّى لو سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ، قُلْنَا: يا رَسُولَ اللَّهِ، اليَهُودَ وَالنَّصَارَى؟ قالَ: فَمَنْ؟” صحيح البخاري.

ولكن إن شئت أن تأخذها منحنىً إيجابياً، بعيداً عن الصخب، والاحتفالات، والمنكر، وما يُغضِب الله ولا يرضيه. تستطيع أن تحسبها بِدايةً جديدةً لك، تُخطط بها ولها أن تكون بالأعوام القادِمة أقرب إلى الله، وأن تضع بِها أهدافاً لِنفسك، وهنا سأذكر مقترحاً صغيراً منها:

1)   أن يكون لك خِتمةً شهرية للقرآن الكريم، وأن تعاهِد نفسك أن لا يَمر يومٌ دون أن تقرأ بِه من القرآن، ويكون شِعارك بِه، لا هُجران بعد اليوم.

لا هجران لِكتاب الله، لا هجران لِتعاليمه، كلام الله فوق كُل شيء. بِه أبدأ يومي، وبه أنهيه، إن قُدِّر لي أن أعيش إلى الليل.

2)  أن تتعلم حديثًا نبوياً واحِداً يومياً.

فتكون بِهذا قد بدأت بِأخذ بسنة سيِّد الخلق والمرسلين، نبينا محمد صلَّى الله عليه وسلَّم. وقد بدأت ترى أثرها في حياتك من تعاليم مختلفة، وقوانين حياة، ودعم وسند لِما يحدث معك من أمور، فترى بها ألطاف الله، وتحمي بها نفسك من شرور فتن هذا الزمان.

3)  أن تحاول ان تصوم لِوجه الله تعالى: لا يهم كم، المهم أن تبدأ.

كأن تصوم يومًا واحدًا في الشهر، أو تصوم يومًا في الأسبوع، وحين تقوى عزيمتك، وترى من نفسك ثباتاً، وتراها في إقبالٍ على الدين لا في إدبار، تصوم الاثنين والخميس.

4)  أن يكون لك وجه صدقةٍ وإن قل.

أن تتصدق، وإن كان بِدهمٍ واحدٍ أو دينار. فإنَّ الله يتقبلها بِقبول طيِّب.

قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلم : ”  مَنْ تصدَّقَ بعدْلِ تمرَةٍ مِنْ كسبٍ طيِّبٍ ، ولَا يقبَلُ اللهُ إلَّا الطيِّبَ ، فإِنَّ اللهَ يتقبَّلُها بيمينِهِ ، ثُمَّ يُرَبيها لصاحبِها ، كما يُرَبِّى أحدُكم فَلُوَّهُ حتى تكونَ مثلَ الجبَلِ ” رواه البخاري ومسلم.

لن تكفي هذه الأسطر للتحدث عن أعاجيب الصدقات، ولكنها كثيرة، فنحثك عليها وإن قلَّت.

5)  الإستغفار اليومي.

كأن يكون لك وِرداً ثابتًا من الإستغفار والتسبيح، وأن يعتاد لِسانك عليه، حتى إن جاءك ملكُ الموت: قلت أمامه ” لا إله إلَّا الله “، وكان لِسانك عليها معتادًا، أما من لا يذكرها وعقله عنها منشغل، فتصعب عليه.

قال الله في محكم آياته : ” يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ ۚ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ”  (27 – سورة ابراهيم).

6)  القِيام: قيام الليل، دأب الصالحين، وشرفُ المؤمن.

أسماء عديدة للأمر ذاته، شرفٌ عظيم لا يكون لكل شخص. يكون لأناسٍ ينتقيهُم الله، ويختارهم بِفضله وكرمه. فيقومون من الليل، ويكونون تحت أثر رحمته وعظمه، فيرجون ما عنده ويخافون عذابه. ولن نستطيع أن نسهب في الكلمات، حتى تجرّبها بِنفسك.

حافظ على هذه النقاط، وسترى العجب في حياتك ومماتك وآخرتك بإذنه تعالى.

والله وليُّ التوفيق.

إن اصبت فمن الله وإن أخطأت فمني ومن الشيطان.

شاركها مع من تحب، ولا تجعلها تقف عندك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى